متخصّصون يحذّرون من أخطار خلطات أعشاب ويتهمون الفضائيات بالترويج لها


المصدر

عمان - تراجعت ثقة الناس بمحلات عطارة وأعشاب طبيعية التي كانت تشكل ملاذا أكثر أمنا وفائدة، من الأدوية التي يدخل في تركيبتها مواد كيماوية قد تضر في صحة الإنسان، بعد اكتشاف خلطات أعشاب وأدوية مستحضرة غير مجازة طبيا، تسبب مشاكل صحية عديدة.
مهتمون يرون أن "قنوات فضائية ساهمت كثيرا في الترويج للخلطات العشبية غير المجازة طبيا"، وأنها خصصت وقتا كبيرا من ساعات بثها لبرامج ترويجية لسلع معينة، مؤكدين أنهم يحاولون استغلال أشخاص فقدوا الأمل في العلاج التقليدي.
ويطالب متخصصون بأن تكون هناك رقابة وضوابط على هذا النوع من البرامج التي لها تماس مباشر بحياة الإنسان الصحية.
مديرة الدواء في مؤسسة الغذاء والدواء د. ليلى جرار، تؤكد ضبط مواد غير مجازة تم الكشف عنها من قبل مؤسسة الغذاء والدواء.
وتشير إلى أن المؤسسة بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد أقفلت أكثر من فرع من محال العطارة كان يفترض بهم بيع أعشاب طبيعية، لكنهم لجأوا إلى "خلطات غريبة وغير معروفة"، مدعيين أنها "خلطات طبية".
وتؤكد أن هذه المحلات تستخدم "أدوية غير مجازة طبية" وتباع على أنها مستحضرات عشبية آمنة، وغير ضارة بالصحة، محذرة من مدى الضرر الكبير الذي تسببه هذه المستحضرات على صحة الإنسان، وقد تكون "قاتلة".
مدير مديرية المؤسسات والمهن في وزارة الصحة د. عزمي الحديدي، يبين أن وزارة الصحة، لها الحق في الترخيص والتفتيش على المحلات وإغلاقها في حال كانت مخالفة للقوانين.
ويشير إلى أن ترخيص المنتج نفسه والتفتيش والزيارات الدورية من اختصاص المؤسسة العامة للغذاء والدواء، بالتنسيق مع وزارة الصحة.
وبلغ عدد محلات العطارة التي تبيع المواد العشبية ومستحضرات التجميل الطبيعية المرخصة في الأردن 77 محلا.
ويلفت الحديدي إلى أن هناك تشديدا كبيرا على محلات العطارة، وأن هناك نظاما خاصا لشروط فتح المحال، فضلا عن مواصفات معينة للمنتج نفسه، مبينا أن هناك فريقا متخصصا في الكشف الدائم على المحل ومواصفاته، فضلا عن العقوبات التي تلحق في المخالفات.
الصيدلاني في مؤسسة الغذاء والدواء، د. باجس بني ملحم، يبين أن هناك بعض محال العطارة تلجأ إلى خلط نباتات وأعشاب من دون الالتفات إلى طرق التخزين الصحية، أو كيفية استيرادها ومدى فائدتها وفاعليتها في العلاج، مع ادعائهم الكامل بأنها قادرة على علاج أمراض معينة، ما يرى أنه يهدد صحة الإنسان.
ويلفت بني ملحم إلى أن مؤسسة الغذاء والدواء هم المعنيون بما يختص بالغذاء والدواء، والنباتات الطبية وتحليلها وتحديد مدى صلاحيتها، من خلال كوادر مؤهلة، وتحليلات صادرة من بلد المنشأ تحدد مدى صلاحيتها وتأثيراتها، من ثم يتم توزيعها.
جرار تبين أن محلات الأعشاب التي تبيع المستحضرات الضارة بصحة الإنسان، تدرك مدى الأضرار الذي تتسبب به، غير أنها تقوم بإخفائها داخل أكياس مواد العطارة وأكياس الميرامية.
وتلفت جرار إلى أن استعمالات هذه الأدوية تنوعت بين "مستحضرات لتخفيف الوزن ومنشطات جنسية لكلا الجنسين" حيث ضبط من هذه المنشطات أشكال متعددة بين الحبوب والسوائل والعلكة والدهون وغيرها، فضلا عن الكبسولات المعبأة بمواد وتركيبات لا تحمل اي صفة دوائية، ويدعون أنها تعالج عددا من الأمراض المزمنة، وتؤثر سلبيا على القلب والأوعية الدموية.
وتشير إلى أن هناك كثيرا من المستحضرات والأعشاب لا تحتوي على تاريخ صنع أو انتهاء، كذلك مواد غذائية غير معروفة المصدر وبعض الأدوية المقلدة والمجهولة المصدر.
مدير أحد محال العطارة في عمان يؤكد أن المنتجات التي يستخدمونها جميعها مرخصة من الجهات المعنية، مبينا أن هناك محلات "ضربت المهنة" واستخدمت منتجات تضر بصحة الإنسان.
جرار تؤكد أن هناك أدوية مهربة وعددا من الكبسولات والأدوية ضبطت أخيرا، ولا يوجد على العلبة تارخ صنع أو تاريخ انتهاء.
وتشير إلى أن المواد المضبوطة هي مواد غير مستخدمة وغير مسموح بتداولها، وتسبب العديد من المشاكل الصحية.
وتلفت إلى أنه ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة، "نحاول أن نقدم التوعية إلى الناس" وماذا ينفع وماذا يضر"، فضلا عن دور المواطنين في التبليغ عن المحلات التي تلجأ إلى هذا الأمر، مشيرة إلى أنه لا يجوز لمحلات العطارة أن تضع على منتجاتها كلمة "تعالج" لأن هذا الأمر يحتاج إلى دراسات دوائية، ونتائج عديدة.
بني ملحم يبين أن "الفضائيات جزء من مشكلة الترويج للأعشاب الضارة". ويبين أنها أصبحت مؤخرا تبث برامج عن الأعشاب ومدى فائدتها، من دون الاعتماد على أي مرجعية أو مصداقية، ويبين أن هدفها الرئيسي "الربح" والتجربة على الإنسان.
الأمر ذاته تؤكده جرار بأن الفضائيات تتناول معلومات خاطئة عن المستحضرات العشبية، ووصفات تضر في صحة الإنسان، وتشير إلى أن هذه الفضائيات تدخل بيوت الناس، من دون أن تعتمد على أي نوع من المصداقية أو المرجعية أو المشروعية.
اختصاصية التغذية ربى العباسي تبين أن هناك أعشابا طبية مفيدة لجسم الإنسان، بشرط أن لا يتم خلطها مع بعضها، وأن لا يتكرر استخدام الأعشاب، لأنه ومع مرور الوقت تفقد فائدتها على الجسم.
ومع اعترافها بأن هناك أعشابا مفيدة للجسم، إلا أنها تؤكد أن الأعشاب الطبيعية لا تنقص الوزن، وأن الإكثار من تناولها يضر بالصحة، ويقلل من استفادة الجسم منها، مبينة أن هناك أعشابا تؤثر سلبا على الكلى والأمعاء، ويجب عدم تناولها إلا بعد استشارة الطبيب.